تم بعون الله مناقشة اطروحة طالب الدكتوراه ( سماح حسن فليح) والموسومة ( الة الكمان ودورها في اداء اطوار الغناء الريفي) في قسم الفنون الموسيقية – كلية الفنون الجميلة بتاريخ 18- 4- 2016 م  , من قبل اللجنة المؤلفة من الذوات : ا.د. حسام يعقوب اسحق (رئيساً)، ا.م.د. كريم حواس علي (عضواً) ، ا.م.د. ناصر هاشم بدن (عضواً)، ا.م.د. ميسم هرمز توما (عضواً)، ا.م.د. معن جاسم محمد (عضواً)، ا.د. طارق حسون فريد (مشرفاً)،  نال الطالب درجة امتياز عن اطروحته ضمن اختصاص (فلسفة الفنون الموسيقية ، يبدأ الباحث من  تنوع الارث الثقافي للعراق كونه من البلدانِ المهمةِ والغنيةِ الزاخرةِ بتاريخ ثقافي ثري وكبير في الجانب الغنائي والموسيقيّ، كما ويعد من البلدان الثرية بخصائصها التي تميزه عن باقي البلاد العربية بسبب تنوعاتٍ تضاريسيةِ ، فهو ذو حضارة عريقة تمتد إلى آلاف السنين (ق.م)، وهذه المسببات التي جذبت الأقوام واستوطنت أرضه لتؤسس إرثا فنيا من مختلف الثقافات، ومنها الموسيقيّة والغنائية والتي تمتاز بالشمولية والسعة، إذ تضم أشكالا غنائية وموسيقيّة مختلفة، بحسب البيئات والمناطق، فمن أشكاله الغنائية: (الأطوار الريفيّة، والمقام العراقي، وغناء البادية، وغناء البحر، وغناء الجبل، وغيرها)، ومن هذه الصيغ الموروثة، التي تميز بها أهل العراق عن غيره هي: (أطوار الغناء الريفيّ)، فهي من صيغ الغناء الشعبي العراقي التي عبّرت عن معاناة الإنسان في مختلف تقلبات أحاسيسه الوجدانية . 

تناول هذا البحث جانبا من جوانب الغناء الريفيّ وهو دور آلة الكمان في الغناء الريفيّ، فقد اقتضت طبيعة البحث أن يكون في خمسة فصول وخاتمة بأهم النتائج والتوصيات والمقترحات وثبت للمصادر والمراجع إذ  شمل الفصل الأول (الإطار المنهجي)، المتكون من مشكلة البحث والتي تبنّت الوقوف على دور آلة الكمان بما تمتلكه من مواصفات أدائية تتوافق والصوت البشري  المؤدي لصيغة من صيغ الغناء العراقي ألا وهي غناء الأطوار الريفيّة والاهتمام بالحفاظ على هذه الصيغة كونها موروثاً غنائياً عراقياً صرفاً .

وتجلّت أهميّة البحث بتحديد الملامح الأساسية للعلاقة الرابطة بين آلة الكمان وأطوار الغناء الريفي فضلاً على الإضافة المعرفيّة للمكتبات كونه استند إلى الجانب العلمي في التحليل الموسيقي وأمّا في إطار هدف البحث فتبنّى التعرّف على دور آلة الكمان وإمكانيّة استخدام تقنياتها ألأدائية بمرافقة أداء أطوار الغناء الريفيّ ، وعلى ضوء ذلك حدد الباحث الحدود المكانيّة والزمانيّة و الموضوعيّة لحدود بحثه مختتماً الإطار المنهجي بتحديد مصطلحات هذا البحث ، وأما الفصل الثاني (الإطار النظري)، فقد شمل ثلاثة مباحث، الأول منه تضمن: (تعريف آلة الكمان،و أجزاء آلة الكمان، و آلة الكمان بين الموسيقى الغربية والموسيقى العربية، و الدوزان العربي لآلة الكمان)، والمبحث الثاني تناول (الأداء)، وموضوعاته: (الأداء في الموسيقى والغناء، المهارات الأدائية لآلة الكمان)،و أما المبحث الثالث،فقد تناول الغناء الريفيّ، وتضمن: (مقدمة، الغناء الريفيّ، وأطوار الغناء الريفيّ، ونصوص أطوار الغناء الريفيّ، ودور آلة الكمان في الغناء الريفيّ، و الارتجال الموسيقيّ في الغناء الريفيّ)،و أما الدراسات السابقة، فبعد التقصي والبحث لم يجد الباحث دراسات مشابهة لموضوعه الحالي، ومن ثم تمَّ الخروج بعدد من المؤشرات بما أسفر عنه الإطار النظري،وأما الفصل الثالث فقد تضمن: (منهجية البحث)، مبتدئاً بتحديد مجتمع البحث وكيفية اختيار العيّنة، وشمل الاستمارة المُعَدّة للتحليل وعرضها على الخبراء لصدقها وثباتها، والفصل الرابع منه تضمن(إجراءات البحث)، والذي ضمَّ التحليل لعشرة نماذج على وفق فقرات الأداة، للخروج بخلاصة لعدد من النتائج، إذ ظهر أنَّ أكثر الأجناس استخداما هو جنس (البيات)، إذ تم استخدامه في أربع عينات، أي بنسبة (40%)، ويليه جنس (الصبا)، الذي استخدم  في عينتين، أي بنسبة (20%)، كما وظهرت النسب متفاوتة باستخدام الوظائف الأدائية، فالنصيب الأكبر حصل عليها (الفبراتو، والكليساندو، والليكاتو، والأباجاتورا، والتريل، الستكاتو)، فكانت النسبة في توظيف هذه الرموز هي: (100%)، إذ وجدت هذه التوظيفات في جميع العينات، فيما حصلت الوظيفة (الفلاجوليت و البزيكاتو )، على أقل نسبة (20 %)، لاستخدامها في عينتين فقط.
أما الفصل الخامس، فقد أحتوى على النتائج ، للوصول إلى الاستنتاجات التي تعد الإجابات العلمية على هدف البحث.
ولغرض تحقيق الفائدة المتوخاة، فيرى الباحث أنَّ على الباحثين والدارسين الأخذ بهذه الدراسة على وجه الجدية ، والتأكيد على الوظائف الأدائية، و من قبل المتخصصين في المراكز التعليمية الموسيقيّة، وتوجيه المتقدمين والطلبة الدارسين بها، لكونها الأساس في الفن الموسيقيّ ، واستكمالا لهذه الدراسة، اقترح الباحث عمل دراسات ومقارنات في البناء اللحنيّ والخصائص اللحنيّة الأدائية والاستطرادية لعازفيّ آلة الكمان في الغناء الريفيّ، وعلى مختلف الأشكال الغنائية العراقية. 

                                     

 

 

Comments are disabled.