جرت مناقشة رسالة الماجستير الموسومة”الخزف التركي المعاصر  (دراسة في المرجعيات الشكلية) للطالبة (بريهان كامل البياتي) قسم الفنون التشكيلية / الخزف وبأشراف(أ.د. زينب كاظم)

 يعد هذا البحث خطوة مهمة في حركة التشكيل الخزفي المعاصر، نظرا لعدم توافر دراسات بحثية باللغة العربية تناولت موضوع عن الخزف التركي المعاصر، لذلك لابد لنا الكشف عن المعطيات المعرفية لهذه الحضارة من رصد المرجعيات المتداخلة لأنظمة الأشكال الخزفية للفن التركي المعاصر، فضلا عن كشف المفارقات الفردية بين الخزافين ومن شَكل منهم تأثيراً في تسيير مرجعيات الأنظمة الشكلية لها.

   بناءً على ذلك برزت مشكلة البحث من المساءلة المعرفية حول مرجعيات الأنظمة الشكلية للخزف المعاصر ابتداءً من العصور القديمة مرورا بالمرحلة الأسلامية وصولا لفن الخزف الحديث والمعاصر، فضلا عن اليات الإشتغال لتقنيات الإظهار المرتكزة على مجتمع البحث (تركيا) لما يمتلكه هذا البلد من تجذر حضاري ومساهمته بشكل مباشر في تغذية مستويات التشكيل الخزفي قاطبة.

        على ضوء ذلك هدف البحث الحالي الى:

 التعرف على المرجعيات الشكلية للخزف التركي المعاصر0

تحدد مجتمع البحث بالأعمال الخزفية التركية المعاصرة المنجزة للمدة ما بين (2000م _2015م)، فقد تناول الفصل الأول مشكلة البحث وأهميته وتحديد أهدافه وحدوده والمفاهيم الاصطلاحية التي وردت في عنوان البحث.

فيما تضمن الفصل الثاني اطاراً نظرياً تناولت فيه الباحثة المباحث الاتية:

– المبحث الاول – البيئة بين المرجع الطبيعي والثقافي في الحضارة التركية.

– المبحث الثاني – مقدمة في قراءة العلاقات الشكلية المؤسسة للفن التركي المعاصر .

– المبحث الثالث – حركة التشكيل الخزفي التركي المعاصر.

وخرجت الباحثة بمجموعة من المؤشرات التي أسفر عنها الإطار النظري لتكون معياراً أُسست من خلاله أداة بحثها (استمارة التحليل)، اما منهجية البحث واجراءاته فقد تناولت فيه الباحثة المنهج الوصفي التحليلي في بناء اجراءات بحثها من خلال تحديد مجتمع البحث وعينته التي بلغت (21) إنموذجاً خزفياً معاصراً وأداة التحليل .

فيما شَمل الفصل الرابع  على مجموعة من النتائج  تحقق من خلالها التعرف على المرجعيات الشكلية للخزف التركي المعاصر, ومن ابرز هذه النتائج

  1. إرتباط الدلالات الرمزية في الخزف التركي المعاصر بمرجعات قديمة عبر مراحل وحقب زمنية مختلفة كاليونانية والرومانية.
  2. عكست موضوعات الخزف التركي المعاصرعلاقات جدلية بين تراث ماضٍ وفكر حديث تبلورت في وحدة متكاملة ملتزمة بالأسس الجمالية الخالدة عبر الزمن ومتمثلة في تشكيلات صورية مختلفة (بشرية – حيوانية – زخرفية ) ذات معاني كونية .
  3. اهتمام الخزف التركي المعاصر بالجانب الديني وتجسيد المعتقدات الدينية للحضارات المتعاقبة على تركيا في مقدمتها الحضارة الاسلامية.

فيما توصلت الباحثة الى مجموعة من الاستنتاجات تمثلت بـ:

1- تعكس نماذج العينة للبحث وعبر أنظمتها الشكلية ذات المرجع التاريخي دلالات رمزية ، كما هو الحال مع أنظمة الأشكال الرومانية واليونانية والإسلامية التي شكلت بعض نتاجاته مرجعيات لمراحل تاريخية متباينة زمانيا، كل بحسب تداعياته الشكلية وعلى وفق المرجع المؤسس لنظام الشكل، اذ تتباين بين الأستدعاء الشكلي المحاكاتي، وهناك مايظهر الأثر بتناص شكلي يغادر المحاكاتية على نحو ما.

2- تعكس أنظمة أشكال الخزف التركي موضوعات الفن التركي ذات الجدلية القائمة على استلهام التراث بفكر محدث، متبلورة في إطار خاص وكيان ذات وحدة متكاملة , تستدعي الأسس الجمالية الممثلة بتشكيلات صورية متعددة وتحيلنا  للهيئات الإنسانية والحيوانية  التي جاءت بتوليفات كتابية محملة بدلالات سماوية.

ولاستكمال موضوعة البحث الحالي توصلت الباحثة الى مجموعة من التوصيات:

  1. ضرورة تضمين مناهج تخصص فرع الخزف في كلية الفنون الجميلة بدراسات عن تاريخ الخزف التركي لأهميتها في الفنون التشكيلية.
  2. الإسهام بترجمة ونقل الكتب والمؤلفات الأجنبية في مجال الخزف التركي لشحة وجود المصادر الخاصة بهذا الموضوع وتقادم الزمن على ما هو موجود الآن وتكرار المعلومة وكثرة تداولها

 

 

 

Comments are disabled.